وزراء خارجية عرب يطلعون بلينكن على رؤيتهم بشأن التعامل مع الوضع الحالي في غزة

(مع صور من د.ب.أ)
القاهرة 21 آذار/مارس (د ب أ)- أطلع وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وقطر ووزيرة الدولة للتعاون الدولي بالإمارات، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على رؤيتهم فيما يتعلق بالتعامل مع الوضع الحالي وضرورة وقف إطلاق النار في غزة، ثم الانتقال لمرحلة جديدة من الإجراءات الملموسة التي تستهدف التسوية السياسية من خلال تنفيذ حل الدولتين.

وتم التوافق في نهاية الاجتماع علي عقد اجتماع للخبراء من الدول المشاركة بصورة عاجلة خلال الأيام القادمة لتحديد خطوات ملموسة ومنسقة ذات أولوية لمعالجة الأزمة الإنسانية.

واستضافت مصر اليوم الخميس اجتماعاً لوزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وقطر ووزيرة الدولة للتعاون الدولي بالإمارات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع وزير خارجية الولايات المتحدة.

وتم تناول تطورات القضية الفلسطينية والأزمة في غزة، وجهود تحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وزيادة نفاذ المساعدات وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720، والتأكيد على رفض أية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وكذلك أي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.

كما حذروا من التداعيات الإقليمية الخطيرة والمتزايدة لتوسيع رقعة الصراع في المنطقة بشكل بات يهدد استقرار وسلامة الإقليم والعالم.

ومن ناحيته قال بلينكن: "عقدت اجتماعا متعمقا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومع وزير الخارجية المصري سامح شكري و ستة مسؤولين عرب و قد تحدثت معهم بشكل فردى و جماعي لتبادل الآراء حول إلي اين وصلنا وإلي أين نتطلع وكان هناك اتفاق علي الأولويات والحاجة لاتفاق فورى لإطلاق النار و إعطاء الفرصة لتوصيل المساعدات بشكل مستمر."

وأضاف: "أن كلا من مصر وإسرائيل وأمريكا يعملون معا لوضع مقترح قوي علي الطاولة، وقد استجابت له حماس وبدأت الفجوات تضيق ونحاول التوصل لاتفاق وهو عمل صعب ولكن من المحتمل الوصول لاتفاق، و هناك حاجة عاجلة لاستدامة إرسال المساعدات، فيجب ألا يموت مزيد من الأطفال جراء سوء التغذية لأن مئة بالمئة من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي وعلينا أن لا نسمح باستمرار ذلك."

وأوضح: "علينا زيادة المساعدات برا و بحرا وقد اجتمع كبار المسؤولين اليوم في قبرص لتوحيد الجهود حول الممر المائي كما أننا نحاول بناء مرفق بحري لتوصيل المساعدات وهو تكملة و ليس بديلا عن الطريق البري الذي يظل أفضل طريق."

وقال بلينكن "إنه تم بحث رفح ونحن قلقون لأن مليون نازح من غزة موجودون في رفح وأى عملية برية ستتسبب في أزمة إنسانية والمزيد من فقدان الأرواح وهناك طرق أخري للتعامل مع خطر حماس. واتفقنا علي أهمية الأمن و السلام علي المدي البعيد و يجب ألا يكون هناك تهجير لأهالي غزة أو إعادة احتلال لغزة، وهناك مطالب بحل الدولتين ووجود إصلاحات جادة في السلطة الفلسطينية... وإذا ما تابعت السلطة منهج الإصلاحات سيساعد ذلك في التطبيع مع إسرائيل."

وقال بلينكن إنه التقي أمس مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث "أجرينا مباحثات جيدة حول التطبيع ويمكننا التوصل إلي اتفاق وستكون فرصة تاريخية للبلدين وللمنطقة."

وردا علي سؤال حول نقاط الاختلاف والاتفاق للخروج من الأزمة الحالية قال شكري "أتصور أن هناك أرضية كبيرة من التوافق علي أهمية وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، وهناك إدراك لخطورة الوضع الإنساني وضرورة التعامل معه وضرورة إيجاد وسائل المساعدات وهناك توافق للعمل علي ضرورة تجنب أى تصعيد عسكري ورفض التهجير وعلينا أن نحدد الآليات لتنفيذ الأهداف والتطلع لمرحلة لاحقة تتناول المنظور السياسي من خلال حل الدولتين حتي لا تستمر في الحلقات المفرغة من العنف المتبادل."

و ردا علي سؤال حول مباحثات الدوحة وعن إمكانية وجود حلف دفاعي مع السعودية واتفاقية نووية وكذلك إمكانية أن تتولي إسرائيل مسؤولية رفح حتي في ظل الخلافات مع أمريكا وإمكانية خروج قيادات حماس لدولة ثالثة، قال بلينكن "لا يمكنني أن أتحدث عن المباحثات في الدوحة التي يجريها مسؤولون من المخابرات الأمريكية ولكنهم يقومون بشكل يومي بعمل رائع مع نظرائهم في قطر ومصر لمحاولة التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار."

وحول رفح قال "إن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان واضحا في أن أى عملية عسكرية برية في رفح ستكون خطأ ولا يوجد مكان يذهب إليه المدنيون وستكون كارثة إنسانية كبيرة، و نحن ملزمون وإسرائيل و الشركاء في المنطقة بالتعامل مع مشكلة حماس ويمكن التعامل معها بصورة فاعلة دون عملية كبيرة."

وأضاف شكري أن "هناك إجراءات تحت الدراسة حول إطلاق سراح الرهائن وأؤكد أن مصر ستقوم بكل ما في وسعها لوقف الاعتداءات... ونحاول إيجاد حل للازمة"، وتابع قائلا: "نشعر بالقلق من ازدواجية المعايير حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فيما يتعلق بحقوق الانسان وهو مبدأ عام في أى صراع. يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وحل دبلوماسي وأخلاقي وهناك شعور لدي الشعوب العربية والإسلامية أن هناك معايير مزدوجة."

وحول برنامج المساعدات الأمريكية لمصر قال شكري "إن لدينا فهما عميقا لأهمية استمرار التعاون علي أساس المصلحة المشتركة لأنها مفيدة البلدين."

© Deutsche Presse-Agentur GmbH