لوس أنجليس تبحث كيفية تأمين التكلفة الهائلة لاستضافة الدورة الأوليمبية لعام 2028

قطار مترو باريس يغادر محطة "دوبلكس". تخطط باريس لفرض أسعار أعلى بكثير على الزائرين للمترو خلال دورة الألعاب الأولمبية . تعد وسائل النقل العام مشكلة رئيسية للمدن المضيفة، وقد بدأ مسؤولو لوس أنجلوس بالفعل في إنشاء - وإلغاء - خطط النقل. Jan Woitas/ZB/dpa

لوس أنجليس 17 نيسان/أبريل (د ب ا) – بدأت الجهات المعنية بتنظيم الدورة الأوليمبية لعام 2028 بمدينة لوس أنجليس، في التركيز على التكلفة المالية الباهظة لعملية التنظيم، وذلك بعد أن اقترب موعد بدء أوليمبياد باريس، حيث أخذ المخططون في إعداد جداول للنفقات، تستوعب مليارات الدولارات اللازمة لمنع حدوث اختناقات مرورية، وفترات انتظار طويلة
وذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز أنه تم التخلي عن خطط طموحة، لمد شبكة من القطارات تعبر منطقة الألعاب بحلول موعد بداية الأوليمبياد، وبدأ المسؤولون في دراسة الكيفية التي سيتم بها سداد أكثر من مليار دولار، يحتاجها تشغيل حافلات عامة من المرجح أن تختفي من الطرق، بعد إنتهاء دورة الألعاب الأوليمبية لانتفاء الحاجة إليها.

وبعد زيارة لباريس الشهر الماضي قالت عمدة لوس أنجليس كارين باس، إن حجم المهمة يثقل كاهلها في الوقت الذي تستعد فيه منطقتها، لاستضافة هذا الحدث الدولي المثير.

بينما قالت كارين التي تشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي، لمنطقة لوس أنجليس خلال اجتماع عقد مؤخرا، إن"مهمة الإعداد للأوليمبياد تشعل النار من تحتنا، لندرك أنه يتعين علينا أن نبذل مزيدا من الجهد، في الاستعدادات وما تستلزمها من احتياجات".
ووصفت دورة لوس أنجليس للألعاب الأوليمبية التي تستغرق 17 يوما، بأنها يمكن أن تحقق إيرادات تبلغ مليار دولار، وتساعد على إقامة مشروعات دائمة للبنية التحتية مثل خطوط القطارات والطرق الجديدة، دون أن تلقي عبئا على خزانة المنطقة.

وتبلغ تكلفة أوليمبياد باريس عشرة مليارات دولار، تشمل تجديد مشروعات البنية التحتية، واعتمدت مدينة باريس على الحكومة المركزية في تغطية التكلفة، وهي استراتيجية تعتزم لوس أنجليس والجهات التنظيمية المحلية تقليدها.

غير أنه لم يتم بعد التوصل إلى حل لمشكلة الجهة، التي ستتحمل تكلفة الحافلات العامة التي ستنقل الزوار إلى الملاعب، أثناء مباريات الأولمبياد الذي يوصف بأنه خال من السيارات.

وتبلغ ميزانية اللجنة الخاصة المنظمة لأوليمبياد "لوس أنجليس 28"، نحو 9ر6 مليار دولار سينفق معظمها على تنظيم الألعاب.
ولكن هذه الميزانية لا تتضمن سداد تكلفة 2700 حافلة عامة، وهو عدد يوازي ضعف حجم أسطول الحافلات العامة الحالي بمنطقة لوس أنجليس، وهذا العدد الكبير مطلوب لنقل المتفرجين المتوقع حضورهم إلى الملاعب.
ويعرب المنظمون عن ثقتهم في أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية، ستسدد تكلفة الحافلات العامة الإضافية، ويستشهدون بدورتي الألعاب الأوليمبية السابقتين اللتين تم تنظيمهما في الولايات المتحدة، دورة لوس أنجليس عام 1984، وفي مدينة سولت ليك عام 2002 كمثالين.
ومع ذلك لا يزال مجلس منطقة لوس أنجليس يشعر بالقلق.
وفي هذا الصدد قالت سيليتا رينولدز كبيرة مسؤولي الابتكار في مجلس منطقة لوس أنجليس، أمام لجنة من المجلس الشهر الماضي، "لدينا تحد هائل فيما يتعلق بنظام الحافلات العامة التكميلية".
وأضافت رينولدز التي تنسق جهود الإعداد للأوليمبياد في هيئة النقل العام بالمنطقة، إنه "لا توجد منح تقدمها الحكومة الاتحادية بحيث تغطي نفقات العمليات على هذا النطاق، وهناك عدد محدود للغاية من الموارد المالية التي يمكن أن تغطي هذه النوعية من التكلفة".
وتقدر هيئة النقل العام أن تكاليف تدريب مجموعة، من الفنيين والسائقين المؤقتين وإعطائهم الأجور وتزويدهم بالزي، وهي مجموعة ضرورية لنقل المتفرجين إلى الملاعب، يمكن أن تصل إلى 700 مليون دولار وربما ترتفع إلى مليار دولار في حالة تأجير الحافلات.

وبخلاف الدورات الأوليمبية السابقة في الولايات المتحدة، لن يتم السماح خلال أوليمبياد لوس أنجليس بدخول السيارات الخاصة، إلى ساحات الانتظار بكثير من أماكن الألعاب، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة حول المناطق الخارجية المحيطة بالملاعب.

ووصف المسؤولون هذه الدورة بأنها "ألعاب خالية من السيارات"، أساسا بسبب عدم وجود ساحات انتظار قريبة، مما جعلهم يعتقدون أن ذلك سيجبر الزوار على استخدام وسائل المواصلات العامة، ويأمل المسؤولون عن النقل أن يسفر ذلك عن نقطة لامعة، لنظام المواصلات بالمنطقة الذي عانى بسبب جائحة كورونا.
ويعلق إيلي ليبمن مدير مجموعة "تطوير لوس أنجليس"، المناصرة لتحسين وسائل النقل بالمنطقة، قائلا "إن إنشاء شيء يكتب له الدوام، ويمكنه أن يفيدنا جميعا لعدة عقود دائمة، هو الإنجاز الذي نهتم به، وهذا ما يريد سكان لوس أنجليس أن يرونه".
ويشير إلى أنه في المرة الأخيرة التي استضافت فيها لوس أنجليس الألعاب الأوليمبية، لم تكن هناك خطوط للقطارات، ويقول إنه منذ ذلك الحين تم إقامة أكثر من 100 ميل من خطوط السكك الحديدية، كما تم إنشاء خطوط للمترو وتوسيع شبكة الحافلات العامة، وتوجد الآن دفعة لإقامة نظام لراكبي الدراجات والمشاة.
ويضيف إنه مع ذلك فإن التحدي التشغيلي لجلب ما يكفي من الحافلات العامة، لإدارة نظام مؤقت للنقل هو أمر شاق.
وطلب مجلس منطقة لوس أنجليس من إدارة الرئيس بايدن العام الماضي، تخصيص 319 مليون دولار إضافية لتغطية النفقات، المتعلقة بتنظيم دورة الألعاب ولكن الطلب لم يصادف القبول.

ويعلق ليبمن قائلا "إنها مشكلة، سيكون الأمر أكثر صعوبة للغاية إذا أردنا تنفيذ خطة إتاحة الحافلات العامة".
وحتى الآن لا توجد اتفاقات تعاقدية بين مجلس المنطقة وبين اللجنة المنظمة، ولكن المباحثات جارية بين الجهتين مع بدء تسوية قضايا، مثل إيرادات الإعلانات في محطات المترو والتي يمكن أن تساعد على توفير التكاليف.
ووعد مجلس المدينة بالفعل بتوفير "موارد مالية مدعمة"، وزيادة عدد أفراد الشرطة ورجال الإطفاء وخدمات الرعاية الصحية والمرور وخدمات مراقبة ساحات انتظار الحافلات خلال فترة المنافسات، ومن المتوقع وضع التفاصيل بحلول العام المقبل.

(د ب أ) ض ح / ب ت 17 /4/2024

© Deutsche Presse-Agentur GmbH