باريس تستعد لاستضافة دورة أولمبية فريدة من نوعها

Stands are constructed on the Champ-de-Mars, near the Eiffel Tower. The 2024 Olympic Games gets underway in 100 days’ time in the French capital. The Games will start on 26 July 2023 with the first opening ceremony to be staged outside a stadium, each national delegation instead sent bobbling 6km down the city's major artery before disembarking in front of the Eiffel Tower. Gareth Fuller/PA Wire/dpa

(مع صور من د.ب.أ)

لندن 17 نيسان/أبريل (د ب أ)- يترقب العالم الرياضي بطولة لا مثيل لها عندما تستضيف مدينة باريس الفرنسية منافسات دورة الألعاب الصيفية بعد 100 يوم من الآن.

وسوف تشهد أولمبياد باريس 2024 حدثا فريدا من نوعه، حيث ستتجول القوارب في نهر السين، وسيقدم راقصو البريك دانس عروضهم في ساحة الكونكورد، إلى جانب عامل الجذب الرئيسي وهو حافز الأموال الطائلة.

وإذا كان التقليديون أعربوا بالفعل عن عدم رضاهم عن الخطط الجريئة التي تهدف إلى التخلص من تقاليد حفل الافتتاح التي استمرت لأكثر من قرن، بالإضافة للترحيب برياضة البريك دانس في الأولمبياد، بالتأكيد سيكون هناك غضب شديد بعد الإعلان عن حصول نجوم سباقات المضمار والميدان على مكافأة قدرها 50 ألف دولار.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي.أيه.ميديا" أن بعد الأجواء التي سادتها إجراءات التعقيم نسبيا والتأجيل لأولمبياد طوكيو 2020 بسبب فيروس كورونا، تستعد العاصمة الفرنسية والرياضات الفردية، ضمن البرنامج الذي يشهد اتساعا مستمرا وربما يكون محفوفا بالمخاطر، لإبهار الجميع وتقديم دورة ألعاب لا يمكن نسيانها.

وتبدأ منافسات البطولة يوم 26 تموز/يوليو، حيث ستشهد إقامة الحفل الافتتاحي للمرة الأولى خارج ملعب، حيث سيتم إرسال كل وفد وطني لمسافة 6 كيلومترات على طول الشريان الرئيسي للمدينة قبل النزول أمام برج إيفل.

بعدها باسبوعين ستصبح طواحين الهواء والمجمدات والصخور العلوية جزءا رسميا من معجم الألعاب الأولمبية لأول مرة حيث ستظهر رياضة البريك دانس لأول مرة ، وسيتنافس راقصو البريك دانس (بي-بويز وبي-جيرلز) وجها لوجه في معارك يقودها دي جي.

ورغم أن الجدل الذي أثير حول إدراج رياضة البريك دانس ليس بنفس القدر الذي أثير حول إدراج رماية الحمام الحي ضمن برنامج أول دورة ألعاب أولمبية في باريس عام 1900، لكنه أثار بعض التساؤلات حول توجه اللجنة الأولمبية الدولية شبه الهوس نحو جذب انتباه الشباب العالمي.

وتنضم رياضة البريك دانس إلى رياضات أخرى حديثة التأسيس مثل التزلج على الألواح وركوب الأمواج وسباق الدراجات الهوائية الصغيرة (بي.إم.إكس) ضمن القسم "الحضري" في البرنامج الأولمبي الذي يشهد تطورا مستمرا، ويبدو أن مدينة مثل باريس مناسبة تماما لمثل هذا القسم.

وفيما يتعلق بالفريق البريطاني، الذي يقوده الآن أمثال سكاي براون /15 عاما/، والتي تحرص على البناء على برونزيتها التاريخية في التزلج على الألواح بأولمبياد طوكيو، فإن هناك شعورا باضطراب مماثل، في ظل ظهور جيل من النجوم الجدد والبدء في تجاوز النظام القائم.

وبينما ستغيب الدراجة البريطانية لورا كيني عن مضمار فيلودروم في الأولمبياد، فإن الشكوك تحوم بشأن قدرة مواطنيها آدم بيتي وماكس ويتلوك، نجمي رياضتي السباحة والجمباز على الترتيب، على الاحتفاظ بألقابهما.

ورغم ذلك، يتوقع توم دين وكيلي هودجكينسون وتوم دالي وبيث شرايفر وإيميلي كامبل العودة إلى منصة التتويج على رأس فريق يبدو أكثر من قادر على قيادة بريطانيا للتواجد ضمن منصات التتويج في المراكز الثلاثة الأولى بجدول الميداليات النهائية

ومن المؤكد أن تجذب لاعبة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز الأضواء إليها في أولمبياد باريس، حيث تأمل في إضافة 7 ميداليات أولمبية لمجموعتها الحالية من الميداليات الأولمبية بعد تعافيها من ظاهرة نفسية يطلق عليها اسم "التقلبات" التي جعلت نجاحها في أولمبياد طوكيو يقتصر على برونزية واحدة.

وفي الوقت نفسه، يضع الفرنسيون آمالا عريضة على تيدي رينر، الذي يخوض منافسات الوزن الثقيل في الجودو، حيث يمتلك 3 ذهبيات أولمبية و11 لقبا عالميا، ويسعى لاختتام مسيرته المذهلة بانتصار آخر في بلاده.

ومن المنتظر أن تشهد الألعاب حضورا جماهيريا كبيرا، بعدما بيعت تذاكر المنافسات بالكامل، على عكس الدورة الماضية في طوكيو، التي جرت في مدرجات خاوية بسبب تداعيات فيروس كورونا في ذلك الوقت.

وربما يكون هذا الوعي الجديد بالحاجة إلى التكيف هو الذي دفع اللجنة الأولمبية الدولية لإجراء تغييرات أكثر جرأة، سواء كان ذلك في عمليات تقديم ملفات طلبات الاستضافة المستقبلية أو في حث الفتيان والفتيات على الخروج من الشوارع والذهاب لمشاهدة المنافسات الأولمبية لأول مرة.

لقد تطورت الحركة الأولمبية بشكل لا يمكن تصوره منذ دورة ألعاب باريس الأولى قبل 124 عاما، عندما كانت رياضات الهواة مثل الصيد بالصنارة والبالون والكروكيه مدرجة أيضا في البرنامج الأولمبي.

وربما يقول البعض إن التغييرات الأخيرة هي خطوة بعيدة للغاية، ولكن بعد الاضطرابات التي شهدتها طوكيو، فإن معظم أولئك الذين حالفهم الحظ بالتواجد في باريس سيكونون ممتنين لعودة الألعاب الأولمبية، ويستعدون للرقص على أي نوع من الإيقاع.

The first torchbearer, 2020 Olympic rowing champion Stefanos Ntouskos, receives the flame from Greek actress Mary Mina, who plays the high priestess, during the lighting ceremony for Paris 2024 on the site of Ancient Olympia. Socrates Baltagiannis/
The French President of the Organizing Committee for the Paris 2024 Olympic Games and Paralympics (Cojo) Tony Estanguet, delivers a speech during the opening ceremony for the Paris 2024 Olympic Games at the archaeological site of Ancient Olympia. Socrates Baltagiannis/

© Deutsche Presse-Agentur GmbH