زعيم المعارضة في ألمانيا: الجدل الدائر حول الإسلام في الحزب المسيحي الديمقراطي لم ينته بعد

Friedrich Merz, CDU Chairman, is pictured during an interview with the German Press Agency (dpa) on the sidelines of the Ludwig Erhard Summit at Tegernsee. Merz said that China is increasingly becoming a threat to German security. Peter Kneffel/dpa

(مع صورة من د.ب.أ)

ميونخ/برلين 22 نيسان/أبريل (د ب أ) - يرى زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، فريدريش ميرتس، أن الجدل الداخلي في الحزب حول كيفية التعامل مع المسلمين لم ينته بعد.

وقال زعيم أكبر حزب معارض في ألمانيا في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في ميونخ: "يوجد الآن مقترح نصي للمؤتمر العام للحزب. أفترض أننا سنجري مناقشات حول هذا الأمر [التعامل مع المسلمين] مجددا خلال المؤتمر العام للحزب، لكن هذا أمر جيد وصحيح، لأنه يتعين علينا الإنتهاء من هذه المسألة، فنحن لدينا في ألمانيا مشكلة مع هذا الموضوع".

ومن المخطط إقرار البرنامج الأساسي للحزب خلال مؤتمر عام في برلين مطلع أيار/مايو المقبل.

وفي الأسبوع الماضي قام الحزب المسيحي الديمقراطي بتغيير صياغة عن المسلمين في مسودة برنامجه الأساسي الجديد. وفي الأصل تضمنت مسودة البرنامج العنوان الفرعي التالي: "المسلمون الذين يشاركوننا قيمنا ينتمون إلى ألمانيا"، ثم تم تعديله الآن إلى: "المسلمون جزء من التنوع الديني في ألمانيا ومجتمعنا"، ثم تم إدراج هذه العبارة في الفقرة التالية للعنوان: "الإسلام الذي لا يشاركنا قيمنا ويرفض مجتمعنا الحر لا ينتمي إلى ألمانيا".

وقال ميرتس: "لدينا في ألمانيا مشكلات خطيرة في ألمانيا مع الإسلام السياسي والمسلمين المتطرفين - وهذا أمر لا يمكن إنكاره بجدية"، مضيفا أنه يوجد في ألمانيا فصل واضح بين الدولة والدين، "وهو ما لا يريد بعض المسلمين في ألمانيا قبوله. بالنسبة لهم الشريعة فوق الدستور"، موضحا أن حزبه يعارض هذا الرأي بشدة، وذلك أيضا للحد من الاستقطاب في المجتمع، وقال: "لن نترك هذا النقاش لآخرين".

ولا يقبل ميرتس إشارات بأن حزبه أثار جدلا حول هذه القضية مجددا دون داعٍ، وقال: "هذا الجدل يحدث باستمرار في الرأي العام، وبالطبع يحدث على خلفية التجاوزات المعادية للسامية التي وقعت العام الماضي بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر بقوة جديدة للأسف أيضا في مدن ألمانية"، مضيفا أنه يتعين على الحزب المسيحي الديمقراطي لذلك أن يقدم في برنامجه الأساسي الجديد إجابة للسؤال حول كيفية التعامل مع الملايين العديدة من المسلمين في ألمانيا.

وقال ميرتس: "من ناحية، كان من المهم بالنسبة لنا أن نصدر بيانا واضحا وإيجابيا، حيث إن الغالبية العظمى من المسلمين هنا يعيشون كجزء من مجتمعنا في ألمانيا دون أي مشكلات، وبعضهم من الجيل الثالث والرابع [من المهاجرين]"، مضيفا في المقابل أنه من المهم أيضا الإشارة إلى أننا "نتوقع من جميع الأفراد في ألمانيا، بمن فيهم المسلمين، الالتزام بنظام القيم في دستورنا ومجتمعنا".

ويرى ميرتس أيضا أن هذا الجدل جزء من التضامن مع إسرائيل، وقال: "الحياة اليهودية جزء من ألمانيا ويجب حمايتها أكثر من أي وقت مضى، وهو أمر يثقلنا حقا، لكن يجب القيام بذلك. ونحن نعلم أن العديد من المسلمين أيضا ينكرون حق إسرائيل في الوجود"، موضحا في الوقت نفسه أنه يرى أيضا أن الحياة الإسلامية جزء من ألمانيا أيضا، وقال: "لا شك في ذلك"، مشيرا في المقابل إلى أن التعايش يتم في إطار "نظامنا الدستوري ونظام قيمنا ودولتنا"، موضحا أن "القواعد تضعها الدولة وليس الطوائف الدينية".

© Deutsche Presse-Agentur GmbH