برنامج جديد لاستقبال اللاجئين في أمريكا يعطي أملا للأسر الراغبة في لم الشمل بتكلفة مرتفعة

صورة أرشيفية بتاريخ 21 يونيو 2018 أخذت خلال احتجاج ضد سياسات الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية، أمام السفارة الأمريكية في العاصمة المكسيكية. Gerardo Vieyra/dpa

دالاس 28 نيسان/أبريل (د ب ا)- يجلس جاكوب مابيل في منزله مع زوجته لحساب قيم الفواتير التي يمكن أن يتأخروا في سدادها. يحاول الأبوان لأربعة أطفال جمع نحو 3000 دولار من أجل عملية إعادة توطين بنات أخوات مابيل في كينيا. فهما يفكران في دفع كل رواتبهما المقبلة مقابل هذه العملية.

ويقول مابيل / 45 عاما/ " لا أستطيع أن أنام"، مضيفا" فهن حريصات للغاية على القدوم".

.وقد تخرجت إحدى بنات أخوات مابيل وتبلغ من العمر 19 عاما من مدرسة داخلية، وقد دفع مابيل مصاريف تقدر بـ 300 دولار كل ثلاثة شهور، وتقيم الفتاة الآن مع أح أصدقاء الأسرة في مخيم لاجئين كيني لحين استقرارها هي وشقيقتها في الولايات المتحدة. وتبلغ شقيقتها من العمر 18 عاما، وسوف تتخرج قريبا.

وذكرت صحيفة دالاس مورنيج نيوز أن إضافة لخيارات إعادة التوطين في كانون الأول/ديسمبر الماضي سمحت لمجموعات الأمريكيين تسمية اللاجئين الذين يصلون إلى البلاد الذين يرغبون في رعايتهم. ويعد برنامج " ويلكم كور" وسيلة لنقل مسؤولية جعل اللاجئين يعتادون على حياتهم الجديدة لمجموعات من الأشخاص الذين لديهم الاستعداد لذلك.

وتعمل وزارة الخارجية عادة مع الجماعات غير الربحية المتخصصة في قضايا اللاجئين لمساعدتهم لدى وصولهم إلى الولايات المتحدة.

ومن خلال برنامج " ويلكم كور" يمكن لخمسة أمريكيين أو أكثر تولى مسؤولية العثور على سكن وأموال لمساعدة اللاجئين خلال أول 90 يوما لهم في البلاد.

وكانت دالاس موقعا رئيسيا لإعادة توطين اللاجئين حتى عام 2017، وفقا للخطة الاستراتيجية للمدينة للترحيب بالمهاجرين واللاجئين، حيث يصل 2500 لاجئ إلى دالاس سنويا. ويشار إلى أن 5% أو 16 ألفا و600 من المهاجرين في المدينة خلال عام 2016 كانوا لاجئين.

وخلال آخر ثلاثة أعوام، استقبلت ولاية تكساس أكثر من 57 ألف شخص، مؤهلون للحصول على مزايا إعادة توطين اللاجئين، ومعظمهم من الوافدين من كوبا وهايتي والأفغان المؤهلون للسماح لهم بالتوطين لأسباب إنسانية. ومثل اللاجئون أقل من 4000 من الـ57 ألف شخص الذين استقروا في تكساس، بحسب مكتب تكساس للاجئين.

وقد استقبلت تكساس ثاني أعلى عدد لاجئين خلال العام المالي 2022، بعد كاليفورنيا. وجاء إلى تكساس أكثر من 8% من اللاجئين الذين وصلوا أمريكا أو 2100 شخص، بحسب مكتب الاحصاء المتعلق بالهجرة.

وأفادت صحيفة دالاس مورنيج بأن برنامج ويلكم كور يتيح للأشخاص مثل مابيل، الذين لا يندرجون ضمن الفئة التي يمكن لها إحضار بنات أخواته عقب وصولهن أمريكا لأنهن لا يعدن من أقارب الدرجة الأولى، تحقيق هدف لم الشمل مع أسرته.

وقال مابيل " إن هذا حلم يتحقق للكثير من الأشخاص".

وأشار مابيل إلى أنه تحمل تكاليف تعليم الفتاتين لإبعادهن عن مخيم اللاجئين المعروف بالعنف ضد النساء والزواج القسري ابتداء من عمر 16 عاما.

فهو نفس المخيم الذي بقى فيه عقب أن سار مئات الأميال فرارا من العنف عندما كان صبيا يبلغ من العمر ثمانية أعوام، عندما أضرم الجنود النيران في قريته، التي تقع الآن في جنوب السودان. وقد أصبح جزءا من مجموعة أطفال يطلق عليهم" الصبية الضائعون".

ويقول ساشا شانوف مؤسس منظمة " ريفيوجي بوينت" غير الربحية التي تهدف لتوسيع قاعدة اللاجئين الذين يخضعون لإجراءات إعادة التوطين" برنامج ويلكم كور يمثل بعدا جديدا لبرنامج إعادة التوطين في أمريكا".

ومنذ تدشين البرنامج في كانون الثاني/يناير 2023، شارك فيه أكثر من 70 ألف أمريكي، يمثلون نحو 13 ألف مجموعة راعية، بحسب ما قالته جوليتا فالس نويس مساعدة وزير الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة.

ويقول شانوف " الأشخاص في المجتمعات الأكثر ليبرالية والأكثر محافظة اتحدت حول فكرة الرعاية، ونحن نرى ذلك يحدث في تكساس أيضا". وأضاف" هذه قوة موحدة في الوقت الذي تشهد فيه بلدنا انقساما كبيرا".

وتعد تكساس واحدة من أكبر خمس ولايات فيما يتعلق بطلبات الرعاية.

وقد شكل مابيل، الذي يعمل كمحلل مالي في شركة فيديلتي، مجموعة رعاية مع زوجته ووالدته واثنين من أصدقائه. وقد استكملوا جميع جوانب عملية الطلب، وتتضمن فحص خلفية الراعي والوثائق الخاصة بالفتيات وتوضيح سبب مغادرتهن بلادهن وعدم قدرتهن على العودة.

وقبل أن تتمكن مجموعات الرعاية من التقديم، يتعين أن نثبت أنها تمتلك 60% من الحد الأدنى للدعم المالي المطلوب أو 2425 دولار للشخص، سواء كان ذلك من خلال مواقع التعهيد الجماعي أو حساب مصرفي أو خطاب يتعهد فيه الراعي بالحصول على الأموال من جماعة غير ربحية.

وبمجرد انتهاء المعاملات الورقية، تجري الخارجية الأمريكية حوارات شخصية مع المرشحين لإعادة التوطين لتحديد ما إذا كانوا مؤهلين للحصول على صفة لجوء وفقا للقانون الأمريكي.

وكان مابيل قد وصل أمريكا في عام 2001 من خلال برنامج قبول اللاجئين، والتقى بشانوف أثناء البقاء في مخيم كاكوما للاجئين بشمال غرب كينيا. وهو المخيم الذي أقامت فيه والدته قبل أن يتمكن من إحضارها إلى أمريكا مع تدهور صحتها. وعلى الرغم من عدم تلقيها رعاية صحية في المخيم، كانت والدة مابيل مترددة في المغادرة، فقد قامت بتربية حفيداتها اليتامى، وشعرت أن مغادرتها إلى أمريكا بمثابة التخلي عنهن.

ويشار إلى أنه منذ تنظيم عملية إعادة التوطين خلال عام 1980، دخل أكثر من 2ر3 مليون لاجئ إلى الولايات المتحدة من خلال برنامج قبول اللاجئين، حسبما قاله شانوف. وقد أبقى الرئيس الأمريكي جو بايدن على حد لعدد اللاجئين الذين يتم إعادة توطينهم سنويا عند 125 ألف لاجئ سنويا، على الرغم من الضغوط لزيادة العدد.

© Deutsche Presse-Agentur GmbH