تحذيرات من مزيد من الخسائر البشرية مع تقدم الجيش الإسرائيلي داخل مدينة رفح

Smoke rises following Israeli air strikes near the Rafah crossing. According to the Israel Defense Forces (IDF), the Israeli military has taken control of the Palestinian side of the Rafah border crossing in the south of the Gaza Strip. Abed Rahim Khatib/dpa

(مع صورة من د.ب.أ)
تل أبيب 7 أيار/مايو (د ب أ)- أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي الواقع جنوبي قطاع غزة.
وكتب الجيش على قناته على تطبيق "تليجرام": "سيطرت قوات الجيش الإسرائيلي على الجانب الغزاوي من معبر رفح، في أعقاب ورود معلومات استخباراتية أشارت إلى أن المعبر الواقع شرق رفح يستخدم لأغراض إرهابية".
وجاء ذلك بعد القيام بعملية ليلية بدأت فيها القوات البرية والقوات الجوية "عملية دقيقة لمكافحة الإرهاب" للقضاء على حركة حماس وتفكيك بنيتها التحتية في شرق رفح، بحسب ما قاله الجيش الإسرائيلي.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه دمر منشآت عسكرية تابعة لحماس، وبنى تحتية تحت الأرض، ومنشآت أخرى تديرها الحركة، مضيفا أن نحو 20 من مسلحي حماس، قتلوا خلال العملية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يتم الابلاغ عن وقوع إصابات بين الإسرائيليين.
وكانت القوات الإسرائيلية بدأت أمس الاثنين، إخلاء مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، استعدادا لبدء عملية عسكرية متوقعة هناك.

من جانبها، أكدت حركة حماس أن "اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي مع مصر، فجر اليوم الثلاثاء ، تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي".
وقالت حماس، في بيان صحفي اليوم "أورده المركز الفلسطيني للاعلام"، إن "الاقتحام يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع ممنهج من الاحتلال النازي".
وشددت على أن هذه "الجريمة، التي تأتي مباشرة بعد إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح الوسطاء ، تؤكّد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، لمصالح شخصية لنتنياهو وحكومته المتطرفة، وتنفيذاً لمخطط الإبادة والتهجير الذي ينفذه اليمين الصهيوني المتطرف بقيادة مجرم الحرب نتنياهو".
ودعت الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى "الضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذي يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم قطاع غزة".
كما أدانت مصر بـ "أشد العبارات"، اليوم العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
واعتبرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم، أن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".
ودعت مصر الجانب الإسرائيلي إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة".
كما طالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن "احتلال قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمعبر رفح البري والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء ومراكز سكنهم، ومنع موظفي الأمم المتحدة من دخول قطاع غزة هي جرائم حرب، يجب أن تحاسب عليها دولة الاحتلال".
وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة، الإدارة الأمريكية بـ "التدخل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها، خاصة أن معظمهم من النازحين من شمال ووسط القطاع جراء حرب الإبادة التي يتعرضون لها منذ أشهر طويلة، وسط صمت دولي غير مقبول".
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) اليوم عن أبو ردينة قوله إن "معبر رفح البري وباقي أراضي قطاع غزة هي أرض فلسطينية محتلة وفق قرارات الشرعية الدولية، ولكن الاحتلال المدعوم أمريكيا بالسلاح والمال والغطاء السياسي، يصر على الاستمرار في تحدي الشرعية الدولية، لأن الفيتو الأمريكي سيقوم بحمايته".
وحذر أبو ردينة من "مخاطر هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير وارتكاب مجازر في رفح، ما يهدد حياة الملايين من الفلسطينيين ويدفع بالأمور إلى حافة الهاوية، إلى جانب السيطرة على المعابر الحدودية الفلسطينية، الأمر الذي سيضاعف من معاناة المواطنين وسيزيد من الحصار المفروض أصلا بمنع تحرك المواطنين وإخراج الجرحى، وستمنع تدفق المساعدات الإغاثية إلى أبناء شعبنا في قطاع غزة، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة".
وأكد أن "هذه السياسات العدوانية بحق شعبنا لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، والحل الوحيد هو حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كاملة في أرضه ووطنه وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
من جانبه، انتقد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم تقدم الجيش الإسرائيلي نحو مدينة رفح في غزة.
وقال بوريل: "اخشى أن يتسبب هذا مجددا في سقوط كثير من الضحايا، وأعني الضحايا من المدنيين".
وأشار بوريل إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حثا إسرائيل على عدم مهاجمة رفح، حيث فر الكثير من الناس إلى المدينة، من أجزاء أخرى بقطاع غزة.
وقال بوريل للصحفيين في بروكسل :"رغم هذا التحذير وهذا الطلب، بدأ الهجوم (الإسرائيلي) ليلة أمس".
وأضاف: "هناك 600 ألف طفل في غزة. سيتم دفعهم إلى ما يسمى بالمناطق الآمنة... لا توجد منطقة آمنة في غزة".

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم عن قلقه من التحركات العسكرية الإسرائيلية عند معبر رفح، ومن أن الهجوم على رفح قد يمثل كارثة إنسانية.
وقال جوتيريش فى مؤتمر صحفى فى نيويورك إن أي هجوم على رفح سيكون خطأ استراتيجيا وأدعو كل من له تأثير على إسرائيل للعمل على أن يثنيها عنه.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة "أحث حكومة إسرائيل على الانخراط بشكل بناء في المحادثات الدبلوماسية الجارية".
كما أدانت الوكالات الإنسانية الأممية التقدم الإسرائيلي نحو رفح في جنوب قطاع غزة.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني إنه بالنسبة للمدنيين الذين طُلب منهم الإخلاء، لا توجد أي طرق آمنة إلى الشمال ولا أماكن آمنة بها منشآت صحية وإمدادات غذائية كافية.
وأضافت أن هذه الأمور هي المتطلبات الإنسانية الأساسية للإخلاء.
وأوضحت "هناك دلالات قوية على أن هذا يتم بصورة تنتهك القانون الإنساني الدولي".
وقال ينس لارك المتحدث باسم المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية " هذا الصباح يعد من أحلك الأيام خلال هذا الكابوس المستمر منذ سبعة أشهر".
وأضاف أن إسرائيل تجاهلت جميع التحذيرات بشأن تأثير الهجوم على رفح على المدنيين، وقال " الذعر واليأس يسودان".
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة " أسوأ مخاوفنا يبدو أنه يصبح حقيقة".
في غضون ذلك، وصل إلى القاهرة عصر اليوم وفد إسرائيلي رفيع المستوى قادما بطائرة خاصة من تل أبيب في زيارة لمصر في إطار جهود التوصل إلى إتفاق لوقف النار بقطاع غزة وتنفيذ صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين على ضوء رد حماس الأخير.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت أمس الاثنين، أنها سترسل وفدا للقاء الوسطاء ومناقشة مقترح الهدنة في غزة الذي وافقت عليه حماس، مشددة على أنه "لا يلبي" مطالبها.
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقب اجتماع لحكومة الحرب، أنه على الرغم من أن مقترح حماس لا يلبي مطالب إسرائيل الأساسية، إلا أن تل أبيب سترسل وفدا للقاء الوسطاء.
وأضاف البيان:"أن حكومة الحرب قررت بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدما في الإفراج عن الأسرى وتحقيق بقية أهداف الحرب ".
كما وصل إلى القاهرة وفد قطري لمواصلة المحادثات الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين.

© Deutsche Presse-Agentur GmbH