النرويج وأيرلندا وإسبانيا تتحدى إسرائيل وتعترف بفلسطين كدولة مستقلة

Spanish Prime Minister Pedro Sanchez speaks during a plenary session, at the Congress of Deputies. Spain has announced the recognition of Palestine as a state. Eduardo Parra/EUROPA PRESS/dpa

(مع صور من د.ب.أ)

مدريد/تل أبيب 22 أيار/مايو (د ب أ)- أعلن زعماء النرويج وإسبانيا وأيرلندا في تصريحات متزامنة اليوم الأربعاء أن بلادهم ستعترف بفلسطين كدولة مستقلة، في تحد للمعارضة الشديدة من جانب إسرائيل.

ووصف رئيس وزراء أيرلندا سيمون هاريس، قرار اعتراف بلاده بفلسطين كدولة، بجانب النرويج وإسبانيا بأنه " تاريخي"، حيث قال في دبلن: " كل منا سوف يتخذ الآن أي خطوات وطنية ضرورية لتفعيل هذا القرار".

وقال هاريس إنه "واثق" من أن دولا أخرى سوف تنضم لهذه المبادرة، مضيفا: "هذا يوم تاريخي ومهم لأيرلندا وفلسطين".

وأكد أنه "لا يوجد وقت خاطئ للقيام بالشيء الصحيح" مشبها كفاح الفلسطينيين من أجل الحصول على الاستقلال بسعي ايرلندا للحصول على الاستقلال أيضا قبل نحو 100 عام.

وأضاف" اليوم، نستخدم نفس اللهجة لدعم الاعتراف بفلسطين كدولة"، مشيرا إلى أن خطوة دبلن من شأنها تعزيز احتمالية إقرار "سلام دائم" في المنطقة.

فيما أعلن رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور، صباح اليوم الأربعاء، أن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة في 28 أيار/مايو الجاري.

وجاء في البيان الصحفي للحكومة النرويجية: "للفلسطينيين حق أساسي ومستقل في إقامة دولتهم. لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش بسلام في دولتين منفصلتين. ولا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين".

وقال جار ستور في أوسلو إنه يأمل في أن تنضم دول أخرى إلى المبادرة، مؤكدا أنها ستدعم آفاق تحقيق السلام بعد أكثر من سبعة أشهر من القتال بين إسرائيل وحركة حماس.

وأضاف "وسط الحرب، مع مقتل وإصابة عشرات الآلاف، يجب أن نبقي على البديل الوحيد الذي يقدم حلا سياسيا للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء: وهو حل دولتين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن".

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، أمام البرلمان في مدريد اليوم الأربعاء، أن مجلس الوزراء سيصادق على الاعتراف بفلسطين كدولة في 28 أيار/مايو الجاري، مضيفا أنه من الواضح بالنسبة له أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "لا يسعى إلى مشروع سلام من أجل فلسطين".

وقال رئيس الوزراء الاسباني إن نتنياهو يعاقب المدنيين الفلسطينيين "من خلال الجوع والإرهاب".

وأضاف سانشيز أن "القتال ضد جماعة حماس الإرهابية هو أمر مشروع بعد ما حدث، إلا أنه يسبب الكثير من الألم والكثير من الدمار والاستياء في غزة وباقي أنحاء فلسطين، مما يعرض حل الدولتين للخطر، وفي خطر جدي من أن يكون قابلا للتطبيق."

وتابع: "باعتبارنا دولا تدافع عن حقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القواعد، فإننا ملزمون بالتحرك في أوكرانيا وفلسطين، بدون معايير مزدوجة".
وتعتبر إسبانيا منذ فترة طويلة واحدة من أشد المنتقدين في أوروبا للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وعلقت الحكومة اليسارية في مدريد جميع صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقال رئيس الوزراء الإسباني إن الاعتراف خطوة صحيحة لأنه "يصب في المصلحة الجيوسياسية لأوروبا ولأن المجتمع الدولي لا يستطيع مساعدة الدولة الفلسطينية إذا لم يعترف بها"، مضيفا أن إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في هذا القرن تحدث في غزة.

من ناحية أخرى، أعلن وزير خارجية إسرائيل أن تل آبيب سوف تستدعي سفيريها في النرويج وإيرلندا بعد إعلان الدولتين الاعتراف بفلسطين كدولة.

وقال الوزير يسرائيل كاتس: "لقد أصدرت أوامري بالاستدعاء الفوري لسفيري إسرائيل في إيرلندا والنرويج للتشاور على خلفية قراري الدولتين الاعتراف بفلسطين كدولة ".

وأضاف في منشور على منصة "اكس" (تويتر سابقا): "أنا أرسل رسالة واضحة وبلا لبس إلى إيرلندا والنرويج: إسرائيل لن تبقي صامتة في وجه هذا التقويض لسيادتها وتعريض أمنها للخطر... ستكون هناك عواقب وخيمة أخرى."

من جانبها، رحبت الرئاسة الفلسطينية بإعلان كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين.

وقالت الرئاسة إن "حق الشعوب فى تقرير مصيرها يعد حقا راسخا ومعترفا به بموجب القانون الدولي، وإذ تجدد دولة فلسطين دعوتها المستمرة للدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين الوقوف عند مسؤولياتها والاقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واعادة الثقة في نظام عالمي قائم على القواعد والحقوق المتساوية لكافة شعوب الارض".

وحثت الرئاسة "دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية التي مازالت لم تعترف بدولة فلسطين، أن تعترف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المعترف به دوليا المستند لقرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط العام 1967، وان تحذو حذو جمهورية أيرلندا والنرويج وإسبانيا التي اختارت طريق دعم تحقيق السلام والاستقرار وترسيخ قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي".

وفي الوقت نفسه، رحبت حركة حماس بالإعلان، حيث اعتبرت في بيان صحفي اليوم أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية ( صفا ) أنها "خطوةً مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

جدير بالذكر أن غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بفلسطين كدولة، إلا أن هناك استثناءات رئيسية، تشمل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

وتؤيد ألمانيا حل الدولتين الذي طال انتظاره بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكنها قالت إن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن يكون إلا نتيجة للمفاوضات المباشرة بين الجانبين.

واعترفت السويد بفلسطين كدولة قبل عشر سنوات. ومع ذلك يرى منتقدون أن الأراضي الفلسطينية تفتقر إلى معايير مهمة لمثل هذه الخطوة: على سبيل المثال، لا تزال الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين محل نزاع، وهذا ينطبق أيضا على الوضع السياسي للقدس الشرقية.

وترفض إسرائيل بشدة الاعتراف بفلسطين. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان: "عبر الضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية، فإنك تقول للقتلة والمغتصبين إن الإرهاب يؤتي ثماره".

Irish prime minister Simon Harris speaks to the media during a press conference outside the Government Buildings, as the Republic of Ireland recognised the state of Palestine. Damien Storan/PA Wire/dpa
Norwegian Prime Minister Jonas Gahr Store holds a press conference to announce that the government will recognize Palestine as an independent state from 28 May 2024. Erik Flaaris Johansen/NTB/dpa

© Deutsche Presse-Agentur GmbH