شولتس يدعو إلى مراعاة الجوانب الاجتماعية في الإصلاحات الاقتصادية في الأرجنتين

German Chancellor Olaf Scholz receives Argentinian President Javier Milei (L) in front of the Federal Chancellery. Fabian Sommer/dpa

(مع إضافة صورة من د.ب.أ)

برلين 23 حزيران/يونيو (د ب أ) – خلال لقائه مع الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى مراعاة الجوانب الاجتماعية في الإصلاحات الاقتصادية الجذرية التي تجري في البلد الواقع في أمريكا اللاتينية.

وفي أعقاب الاجتماع بين شولتس ومايلي الذي استمر كما كان مخططاً له لمدة 60 دقيقة فقط في ديوان المستشارية ببرلين، أوضح المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، اليوم الأحد أن المستشار أكد أيضًا أن حماية التماسك الاجتماعي يجب أن تكون معيارا مهمًا في هذه الإصلاحات.

يذكر أن ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية يعاني من ركود ويعاني من تضخم الجهاز الحكومي وضعف الإنتاجية في قطاع الصناعة ووجود اقتصاد ظل كبير ما يحرم الدولة من العديد من الكثير من عائدات الضرائب.

ويسعى الرئيس الأرجنتيني الذي يعد من غلاة الليبراليين إلى إعادة البلاد على مسارها بواسطة برنامج تقشفي جذري، غير أن هذه الخطوة سيكون لها ثمنها إذ إن الإجراءات القاسية تقيد الأداء الاقتصادي. ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الأرجنتيني بنسبة 8ر2% في العام الحالي. ووفقًا للجامعة الكاثوليكية في الأرجنتين، يعيش نحو 56% من سكان الأرجنتين تحت خط الفقر فيما يعاني نحو 18% من فقر مدقع.

وأدت إصلاحات الرئيس الأرجنتيني إلى احتجاجات عنيفة في بلاده، كما شهدت مدينتا هامبورج وبرلين في ألمانيا احتجاجات أيضا خلال زيارة مايلي.

وتطرقت محادثات شولتس ومايلي أيضا إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأفاد هيبشترايت بأن الزعيمين أعربا عن دعمهما للإسراع في إتمام المحادثات الجارية منذ 25 عاما بشأن إنشاء منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي والتكتل الاقتصادي لأمريكا الجنوبية "ميركوسور"، والذي يضم إلى جانب الأرجنتين أيضًا البرازيل وأوروجواي وباراجواي. وفي حال تم التوصل إلى الاتفاق، فإن سيخلق إحدى أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم والتي تضم أكثر من 700 مليون نسمة.

غير أن الاتفاقية المبدئية التي تم التوصل إليها في عام 2019 لم يتم تنفيذها بسبب مخاوف مستمرة من جانب الاتحاد الأوروبي ومن ذلك على سبيل المثال التخوفات المتعلقة بحماية الغابات المطيرة.

وأعرب المستشار الألماني عن دعمه لانضمام الأرجنتين إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وأعلن هيبشترايت عن وجود اتفاق أيضا بين شولتس ومايلي بخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا مشيرا إلى أن كلا منهما حضر قمة السلام التي انعقدت في سويسرا مؤخرا " كما اتفق الجانبان في محادثات اليوم على أن روسيا بيدها أن تنهي الحرب العدوانية على أوكرانيا".

وكان الجانب الألماني كشف عن إلغاء عقد مؤتمر صحفي بين الجانبين بعد أن تم الإعلان عنه في البداية كما تم إلغاء استعراض حرس الشرف العسكري وذلك بناء على طلب من مايلي. وفي المقابل، تم الإبقاء فقط على جلسة تصوير قصيرة في بداية اللقاء في ديوان المستشارية.

ولا يؤمن مايلي بأنظمة الضمان الاجتماعي وإعادة توزيع الثروة إذ إنه يرى أن الضرائب سرقة، ويعتقد أن الجهود المبذولة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية تؤدي دائمًا إلى المزيد من الظلم، ويقول أحد شعارته إن "الدولة ليست الحل، بل المشكلة".

وتظاهر عدة عشرات من الأشخاص احتجاجا على الزيارة أمام المقر الحكومي في برلين بلافتات تحمل عبارات مثل: "أبعدوا مايلي"، و"الأرجنتين ليست للبيع"، وردد المتظاهرون:" مايلي أيها الحثالة – أنت الديكتاتورية".

يذكر أن الأرجنتين تعد عضوا في مجموعة العشرين التي تضم أهم الدول الصناعية والناشئة في العالم.

ويوصف مايلي بأنه غريب الأطوار الصاخب وكثيرا ما يجري تشبيهه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما أنه وصف نواب البرلمان الذين لا يروقون له بـ "الجرذان"، ويعتبر الدولة جذر كل شر، ومع ذلك فإنه التزم سلوكا أكثر هدوءا خلال زيارته لألمانيا التي استغرقت يومين.

وكان مايلي وصل إلى ألمانيا أمس السبت وحصل في هامبورج على وسام عن إصلاحاته الجذرية في السوق من جمعية "فريدريش أوجست فون هايك"، وهي مؤسسة فكرية تحمل اسم رائد الليبرالية الجديدة النمساوي، وتسلم مايلي الميدالية بحضور السياسية بياتريكس فون شتورش من حزب "البديل من أجل ألمانيا" ورئيس حزب "اتحاد القيم" اليميني المحافظ، هانز-جيورج ماسن.

© Deutsche Presse-Agentur GmbH