بايدن يسير على حبل سياسي مشدود قبل الانتخابات الرئاسية بسياساته الأخيرة إزاء الهجرة

صورة أرشيفية للرئيس الامريكي جو بايدن.(النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) Michael Kappeler/dpa

دالاس 26 حزيران/يونيو (د ب أ) – قبل بضعة أشهر من يوم التنافس الكبير بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يحاول بايدن أن ينتهج طريقا تسوده البراعة والدقة، في قضايا أمن الحدود والهجرة التي تهدد حملة إعادة انتخابه.
وذكرت صحيفة دالاس مورننج نيوز الأمريكية، أن بايدن أصدر الأسبوع الماضي أمرا تنفيذيا، يسمح لزوجات المواطنين الأمريكيين الذين عاشوا في الولايات المتحدة، لمدة عشرة أعوام على الأقل، بأن يتقدموا بطلبات للحصول على الإقامة الدائمة ثم على المواطنة في مرحلة لاحقة، وهذه اللوائح الإرشادية يمكن أن تؤثر على نصف مليون مهاجر وفقا لبيانات البيت الأبيض.

كما جاء هذا الأمر في أعقاب إعلان صدر في حزيران/يونيو الحالي، حول قيود جديدة للجوء تهدف إلى الحد من عدد المهاجرين، الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

كما أن هذا الأمر التنفيذي يهدف إلى تخفيف هجمات الجمهوريين على نهج بايدن إزاء الحدود، كما أنه جاء بعد إعلان صدر مؤخرا حول قيود جديدة تتعلق باللجوء والأمن، وبينما يمكن النظر إلى القرار الخاص بالزوجات على أنه محاولة لتهدئة النشطاء المؤيدين للهجرة، وأيضا التقدميين الذين يريدون فتح منفذ لإعطاء المواطنة لملايين المهاجرين الذين يقيمون في البلاد بدون أوراق رسمية.

ولكي يعاد انتخابه مرة أخرى يحتاج بايدن إلى حزب ديمقراطي موحد، ودعم من المستقلين ومن بعض الجمهوريين، الذين يشعرون بالقلق من سياسات الرئيس السابق ترامب.

ويقول إريك سيديلو المحامي في شؤون الهجرة، وأستاذ القانون المساعد بجامعة ساوثرن ميثوديست البحثية بمدينة دالاس، إن "الرئيس بايدن اختار بأوامره التنفيذية الأخيرة منطقتين آمنتين نسبيا، وتم طرحها بطريقة تميز بينه وبين ترامب، الذي سيسعى لإظهار تشدده بشأن سياسات الهجرة، ومن المؤكد أن الهجرة ستكون قضية مهمة في المناظرة الأولى بين بايدن وترامب".
غير أن الجمهوريين يبدون تشككهم إزاء دوافع بايدن.

وفي هذا الصدد يقول مات شاهين عضو مجلس النواب بولاية تكساس عن الحزب الجمهوري، إن بايدن يعلم أن الأمريكيين يرون أن سياساته المتعلقة بالحدود المفتوحة، تلحق الضرر البالغ بأمتنا، والآن حيث أنه يركز على إعادة انتخابه فإنه يغير سياساته بمقدار 180 درجة، وأنا أتوقع تماما أنه في حالة فوزه في الانتخابات، سيعود مرة أخرى إلى انتهاج سياساته الفاشلة المتعلقة بالحدود المفتوحة".

ومن ناحية أخرى كانت السياسة المتعلقة بأمن الحدود، قضية صعبة بالنسبة لبايدن والديمقراطيين، فعندما تولى بايدن منصبه ألغى الكثير من سياسات الهجرة التي تبناها ترامب، والتي كانت مفضلة لدى أولئك الذين يحبذون اتخاذ خط أكثر تشددا إزاء عبور الحدود بشكل غير قانوني، ومن بين القرارات التي اتخذها بايدن في هذا الصدد، وقف بناء سور ترامب الحدودي، ووقف عمليات إبعاد المهاجرين وإعادة تأكيد الحماية للمهاجرين الذين يحصلون على وضع قانوني، بمقتضى "الإجراء المؤجل للأطفال القادمين".

ومع تزايد عمليات العبور غير القانونية والمواجهات مع المهاجرين، غير بايدن منهاجه بما في ذلك إعلانه هذا الشهر إجراءات جديدة تتعلق بطالبي اللجوء، والتي أثارت استياء بعض مؤيديه.

وعلى سبيل المثال وصف جواكين كاسترو عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطي، الأمر التنفيذي الذي أصدره بايدن بأنه "حظر عملي" على طالبي اللجوء الهاربين من العنف، كما وصفه بأنه "موقف خاطئ متطرف".

بينما قال آخرون بأن بايدن تبنى الموقف السليم.

.
وأكد دومينجو جارسيا رئيس رابطة "مواطني أمريكا اللاتينية المتحدين"، الذي زار البيت الأبيض الأسبوع الماضي لحضور إعلان بايدن عن السياسة الجديدة المتعلقة بالهجرة، "إننا ندرك ضرورة وجود أمن للحدود، كما أن الرئيس بايدن لا يستخدم قضية الهجرة وكأنها لعبة كرة قدم سياسية، بل إنه اتخذ الاسلوب الصحيح".
ودعا التقدميون والمدافعون عن الهجرة منذ فترة طويلة، كل من بايدن والكونجرس إلى التوصل إلى طرق لإضفاء الوضع القانوني، على المقيمين في البلاد الملتزمين بالقانون، وبرغم أن خطة بايدن الجديدة لن تؤثر إلا على نصف مليون شخص فقط، من بين ما يقدر بنحو 4ر11 ملايين من المقيمين بالولايات المتحدة بدون وضع قانوني، فإنها تعد بمثابة فاتحة لشهية النشطاء، الذين يتوقعون مزيدا من القرارات المستقبلية الإيجابية بالنسبة للمهاجرين.

ووصفت كريستينا راميريز رئيسة منظمة "الجيل الأمريكي القادم"، التي تدعم حقوق الاقتراع وهي معنية بالشباب الأمريكي، أسلوب بايدن بأنه "سيحدث تغييرا كبيرا".

وقالت إن "معظم الأمريكيين يؤيدون التوصل إلى مسار، لإعطاء المواطنة للمهاجرين غير المسجلين، الذين عاشوا وعملوا في مجتمعنا لسنوات".

وأضافت "ثمة تحديات حقيقية مع نظام للهجرة يرغب في قبول الأيدي العاملة المهاجرة، ولكنه لا يقبل إضفاء الإنسانية الكاملة عليها",

غير أن الجمهوريين غير متفقين مع وجهة النظر هذه.
ويقول حاكم ولاية تكساس الجمهوري جريج أبوت، إن"الرئيس بايدن قام منذ اليوم الأول من توليه منصبه، بإلغاء جميع السياسات الناجحة التي انتهجها الرئيس الذي سبقه، مما شجع على دخول ملايين من المهاجريين غير الشرعيين -بما فيهم المجرمون والإرهابيون الخطرون- إلى بلادنا، وطوال ثلاث سنوات كان الرئيس بايدن يكذب بشأن وجود الأزمة على الحدود، وألقى باللوم على الكونجرس، وهو الآن يناقض نفسه بإصدار أمر تنفيذي عاجز قبل أشهر من يوم الانتخابات".

وأشار استطلاع جديد للرأي أجراه "مشروع سياسات تكساس"، إلى أن الناخبين يريدون من مرشحي الرئاسة أن يناقشوا قضية الهجرة بدرجة أكبر من أية قضية أخرى، وسيطرت هذه القضية على اهتمامات ما نسبته 22% من مجموع المشاركين في الاستطلاع، بينما جاء الاقتصاد في المرتبة الثانية من الاهتمامات بنسبة 18%.

ويعرب خبراء الهجرة عن قلقهم إزاء أن الهجرة، ستظل قضية تستقطب الناخبين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

ويقول الخبراء إنه لكي يتم التوصل إلى قرارات حاسمة بشأن الهجرة، يتعين أن يحتل أي من الحزبين سواء الديمقراطي أو الجمهوري، الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ معا.
وإلى أن يحدث ذلك فإن استمرار حكومة منقسمة على نفسها، يعني بقاء الوضع على ما هو عليه أو شيء شبيه بذلك.

(د ب أ) ض ح / ب ت 26/6/2024

© Deutsche Presse-Agentur GmbH