لندن 30 حزيران/يونيو (د ب أ)- منذ أن توفي أسطورة الغناء الامريكي، جوني كاش، في أيلول/سبتمبر من عام 2003 عن عمر ناهز 71 عاما، تم طرح أربعة ألبومات موسيقية لأغنياته بعد وفاته. وقد يعتقد المرء أنه بعد مرور عقدين من الزمان على رحيله، قد تم الانتهاء من إصدار جميع أهم تسجيلاته، إلا أن المواد الجديدة تستمر في الظهور مرارا وتكرارا.
والآن، اكتشف مغني موسيقى الكانتري الشهير، جون كارتر كاش /54 عاما/، وهو ابن نجم موسيقى الكانتري الراحل جوني كاش، تسجيلات تجريبية لوالده لم يتم طرحها منذ عام 1993، وقد تم تجميعها كلها في ألبوم جديد يحمل اسم "سونج رايتر" (كاتب الاغاني).
ويبدأ الالبوم الذي يضم 11 أغنية، بأغنية "هاللو أوت ذير"، مما يعمل على الفور على تهيئة الجو لاستقبال أغنيات المغني الراحل، بدرجة يمكن أن تجعل المستمع يكاد يصدق أن "الرجل ذو الملابس السوداء" يرحب بنا من وراء عالم عظيم، وعندما يبدأ في الغناء، يتأكد المستمع أن الصوت هو بلا شك صوت النجم الراحل جوني كاش. وفي أوائل تسعينيات القرن الماضي، كان صوته الجهوري لا يزال قويا، رغم أن مسيرته المهنية كانت قد بدأت تضعف قليلا.
ولم يكن كاش متعاقدا مع أي شركة تسجيلات في ذلك الوقت، وبالتالي لم تكن لديه أي التزامات تعاقدية ليتقيد بها، حيث كان يقوم على مر العقود، بعمل تسجيلات تجريبية لمقطوعاته الخاصة. وبعد فترة قصيرة من عمل هذه التسجيلات، بدأ العمل مع المنتج الامريكي النجم ريك روبين /61 عاما/، في شركة التسجيلات الشهيرة "أميريكان ريكوردينجز"، والتي أعادت إحياء حياته المهنية. وباستثناء أغنيتين فقط، لم يتم استخدام أي من التسجيلات التجريبية الخاصة بالنجم المخضرم على الإطلاق - حتى الآن.
وقبل بضعة أعوام، قام ابن جوني كاش بإنتاج ألبوم يحمل اسم "أوت أمونج ذا ستارز"، باستخدام مواد غنائية من جلسات تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي. وقد قام كارتر كاش في الوقت الحالي بنفس الشيء مع ألبوم "سونج رايتر"، حيث قام بتقطيع التسجيلات وتقليصها إلى مجرد صوت وجيتار.
وفي حديث لمجلة "فارايتي" المتخصصة في قطاع الترفيه، قال جون كارتر كاش: "لقد صرنا بدائيين... لقد ذهبنا بشكل مباشر إلى الجذور، إلى حد الصوت، وحاولنا عدم المبالغة في تعزيزه. وقمنا بتكوينه كما لو كان أبي موجودا في الغرفة."
ثم قام فيما بعد بدعوة أصدقاء والده القدامى وموسيقيين آخرين، إلى الاستوديو الخاص به، وهو "كاش كابين" في هيندرسنفيل بولاية تينيسي الامريكية، لوضع اللمسات الأخيرة على الأغاني المختارة. وقد ضمت المجموعة فريقا ذو كفاءات عالية ومبدعين من العيار الثقيل بكل المقاييس.
ويعمل الالبوم الجديد والمميز على إعادة أسلوب كاش في خمسينيات وستينيات القرن الماضي إلى الحياة، بالاضافة إلى بعض المراحل اللاحقة من حياته المهنية. ويشار إلى أن نبرة صوت جوني كاش الكلاسيكية الفريدة، لا يمكن أن يقتصر وصفها على أنها الصوت الذي لا لبس فيه.
وقد قام كارتر كاش بإحضار ديفيد فيرجسون كمنتج مشارك، وهو نفس "فيرجي" الذي عمل مع جوني كاش لأكثر من 30 عاما، وكان مهندس الصوت لريك روبين في الجلسات الخاصة بـشركة "أميريكان ريكوردينجز".
وقال جون كارتر كاش لمجلة "فارايتي": "لقد أمضينا أنا وفيرجي آلاف الساعات مع والدي في استوديو التسجيلات... لذلك حاولنا فقط أن نتخيل ماذا كان يمكن أن يفعله جوني كاش لو كان بيننا".
وعلى عكس نوعية تسجيلات روبين التي تتسم عادة بأنها ثقيلة وحزينة وفي بعض الأحيان، قاسية، يعد الالبوم الجديد مبهجا وغير معهود إلى حد كبير. وتتميز أغاني الالبوم الـ 11 بأنها تعج بالعواطف والمشاعر، مع إضفاء لمسة من روح الفكاهة.
ويشار إلى أن الاعمال الموسيقية التي يتم طرحها بعد وفاة الفنانين عادة ما تكون مثيرة للجدل. حيث يرى بعض الأشخاص أن المواد التي لم يقم الفنان بطرحها بنفسه، لا يجب أن يتم طرحها في الأسواق في وقت لاحق. إلا أن هناك آخرين يسعدون بذلك، لأنه رغم مرور أعوام على وفاة فنانهم المفضل، لا يزال بإمكانهم الاستماع إلى موسيقى جديدة.
لقد كان جوني كاش كاتب أغاني وموسيقيا من الطراز الاول. أما الان، وبعد مرور أعوام عديدة على غنائه لتلك التسجيلات، ومع إمكانية طرح ما يقرب من اثنتي عشرة أغنية لم يسمع عنها أحد إلى حد كبير، يمكن لجمهوره أن يستمع إليها بضمير مرتاح، أو يتجاهلها ببساطة، رغم أن ترك مثل هذه الأغنيات دون سماعها سيكون خسارة لعشاق الفن الجميل.
(د ب أ) ت ع/ ب ت 30 /6/2024
